زلزال إسطنبول الكبير

شنر أوشومزسوي: إسطنبول ليست على موعد قريب مع زلزال مدمر

أثار تصريح البروفيسور شنر أوشومزسوي (Prof. Dr. Şener Üşümezsoy) جدلاً واسعًا بعد أن قال بثقة إن إسطنبول لن تشهد زلزالًا كبيرًا في المستقبل القريب، معتبرًا أن من يروجون لهذه الفرضية "لا علاقة لهم بالعلم". ورغم حدة التصريح، إلا أن أوشومزسوي يستند فيه إلى مجموعة من النقاط العلمية والجيولوجية التي دأب على تكرارها في مقابلاته وأبحاثه.


1. تحليل خطوط الصدع النشطة

يرى أوشومزسوي أن صدع شمال الأناضول، الذي يمر شمال بحر مرمرة، قد فرّغ معظم طاقته التكتونية عبر سلسلة من الزلازل الكبيرة، أبرزها زلزال دوزجه عام 1999 وزلازل أخرى ضربت شرق مرمرة. وبحسب تحليله، فإن الضغط المتبقي حاليًا غير كافٍ لإحداث زلزال مدمر في إسطنبول.


2. التمييز بين القطاعات الزلزالية

يؤكد البروفيسور أن بحر مرمرة ليس كتلة واحدة من الخطر، بل يتكون من قطاعات مختلفة النشاط. ويعتقد أن بعض القطاعات، خاصة القريبة مباشرة من إسطنبول، أقل نشاطًا مما يصوره الإعلام. في المقابل، يرى أن النشاط الزلزالي المستقبلي سيكون أكثر احتمالًا في الأجزاء الغربية أو الجنوبية من مرمرة، مثل باليكسير، مانيسا، وسيماف.


3. الاعتماد على بيانات تاريخية

يستشهد أوشومزسوي بسجلات الزلازل على مدار آخر 500 عام، ليخلص إلى أن الدورة التاريخية لزلازل إسطنبول الكبرى لا تشير إلى أن موعدها وشيك. هذا التقييم يتعارض مع التصورات التي تربط المدينة حاليًا بخطر دائم بناءً على سيناريوهات الاحتمال الأسوأ.


4. انتقاد التهويل الإعلامي

يعتبر أوشومزسوي أن الإعلام وبعض المعلقين العلميين يضخمون خطر "زلزال إسطنبول الكبير" لأغراض سياسية أو دعائية، دون الأخذ في الاعتبار التغيرات التي طرأت على الضغوط التكتونية بعد زلازل 1999.


الخلاصة

بحسب أوشومزسوي:


"الخرائط التكتونية والقياسات الحالية لا تدعم فرضية زلزال كبير في إسطنبول قريبًا، لكن الخطر موجود في مناطق أخرى حول بحر مرمرة."


تصريحه لا يعني انتفاء الخطر تمامًا، لكنه يدعو إلى قراءة واقعية للبيانات العلمية، بعيدًا عن التهويل، مع التركيز على الاستعداد لمخاطر حقيقية في مناطق أخرى أكثر نشاطًا زلزاليًا.

شارك هذا المنشور
علامات التصنيف
الأرشيف
تركيا تطلق نظام "مركز معلومات القيمة" لتنظيم سوق العقارات باستخدام الذكاء الاصطناعي