جناق قلعة

جناق قلعة هي مدينة تركية تقع على مضيق الدردنيل المحوري بين البحر الابيض المتوسط والبحر الأسود. في بداية العقد الثاني من القرن الماضي وتحديدا في عام 1915م خلال الحرب العالمية الأولى عزم كل من بريطانيا، فرنسا، أستراليا ونيوزيلندا على شن حملة عسكرية اسموها بحملة جاليبولي لاحتلال إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية آنذاك وبطلب روسي للزحف إلى الشمال لمساندة روسيا ضد القوات الألمانية لتكبدها خسائر فادحة خلال الحرب وأيضًا لأن المنطقة ذات طابع جغرافي وعسكري واقتصادي.

وكانت المعركة التي وقعت بمنطقة "غاليبولي" في جناق قلعة، بمثابة تحول لصالح الأتراك حيث انتصروا فيها على القوات المتحالفة خلال الحرب العالمية الأولى.
وتحيي تركيا، الخميس، الذكرى الـ 106 لانتصار الدولة العثمانية في معركة "جناق قلعة" ضد قوات الحلفاء، في 18 مارس/ آذار 1915.

تقارير استخبارية

وبين الوثائق تقارير استخبارية تسجل معلومات عن نية دول الحلفاء الهجوم على "جناق قلعة"، عبر عملية إنزال عسكري ضخمة على البر، إضافة إلى معلومات استخبارية مهمة عن أنشطة دول الحلفاء.

وتحوي التقارير معلومات عن تعرض ثكنة مجيدية العسكرية لأضرار نتيجة قصف تعرضت له، وعن إسقاط طائرة للحلفاء بنيران عثمانية أُطلقت من قابا تبه، إضافة إلى معلومات عن أنشطة وتحركات الحلفاء بخصوص المضيق.

كما تحوي الوثائق معلومات مفصلة عن قصف أسطول الحلفاء لنقطتي بولاير وتنغر يومي 14 و15 مارس 1915.

وتضم الوثائق أيضا معلومات من شعبة الاستخبارات في رئاسة الأركان العثمانية، حول الرد على قصف أسطول الأعداء، الذي دخل المضيق قبيل ظهر 18 مارس 1915، وعن إغراق البارجة الفرنسية "بوفيه" في تمام الساعة الثانية ظهرا من اليوم نفسه.

ومن الوثائق المهمة كذلك وثيقة تحوي معلومات مهمة حول قيام أسطول الأعداء، المكون من 13 سفينة حربية كبيرة وزورق حربي، بقصف حصون حميدية وداردانوس ومجيدية في المضيق، قصفا شديدا استمر ثماني ساعات.

كما تحوي معلومات عن اندلاع حرائق شديدة بسبب سقوط قذائف على المدينة، ما أدى إلى احتراق 150 منزلا، بالإضافة إلى معلومات عن إغراق 3 بوارج وزورق حربي من أسطول الأعداء.

سبب أهمية المعركة واستمرار الاحتفال بها حتى اليوم، هو لأنها كانت منطلق حملة الإنكليز والفرنسيين نحو إسطنبول. البداية كانت من جناق قلعة ثم بحر مرمرة ثم البوسفور ثم مدخل البحر الأسود للوصول للشمال الشرقي من تركيا، ومساندة روسيا ضد الألمان، وتأمين وصول المؤن والذخائر، بعد أن تكبدت القوات الروسية خسائر كبيرة. ويعني ذلك أنَّ "جناق قلعة بدلت الخطط وربما غيّرت التاريخ". ومن أهمّ الأعمال السينمائيّة حول المعركة، فيلم "عراف الماء" The Water Diviner الذي قام ببطولته الممثل النيوزيلندي الشهير راسِل كرو، والذي تناول قصّة المزارع الأسترالي جوشوا كونور الذي يبحث عن أطفاله الثلاثة المفقودين في أعقاب المعركة.

وفي ذلك اليوم، أثبتت الدولة العثمانية للأصدقاء والأعداء صحة مقولة "جناق قلعة عصية على الأعداء لا يمكن عبورها".

شارك هذا المنشور
علامات التصنيف
الأرشيف
عادات وتقاليد رمضان في تركيا