احتل العراقيون في السنوات الأخيرة مراتب متقدمة ضمن قائمة الجنسيات العربية الأكثر شراء للعقارات في تركيا، وذلك بحسب ما تتحدث عنه الكثير من البيانات التركية.
وفي هذا المقال سنسلط الضوء على الآلية القانونية التي تتيح للمواطنين العراقيين تملك عقار في تركيا، وأهم الشروط والأوراق اللازمة.
في البداية، لا بدّ من الإشارة إلى أنه يحق للمواطن العراقي تملك عقار في تركيا، وذلك تبعاً للقرار الذي اتخذه مجلس الوزراء التركي في ما يخص نقل العقارات للأجانب ضمن الأراضي التركية، ففي العام 2012 تم السماح للمواطنين العراقيين في تملك العقارات في تركيا، ومنحهم حق التصرف بعقاراتهم (بيع، شراء، توريث وتأجير) بشروط معينة.
ومن أهم تلك الشروط: موافقة وزارة الداخلية ووزارة الخارجية التركية، إذ يجب التقدم بطلب موافقة على شراء العقار من الوزارتين للبدء بالإجراءات الأخرى، عدم مراجعة الوزارات من قبل المواطن العراقي لأن دائرة الطابو تقوم بهذا الإجراء تلقائياً بعد تقديم الأوراق المطلوبة، القيام بتقديم الأوراق المطلوبة لإنهاء إجراءات الطابو والتملك العقاري.
ويحق لأصحاب الجنسية العراقية تملك معظم أنواع العقارات في تركيا، مثل الشقق أو الفيلات أو المحال والمكاتب التجارية، بالإضافة إلى الفنادق والمخازن، في حين لا يسمح القانون لهم بتملك الأراضي الزراعية في تركيا إلا المفروزة للسكن.
ومن أهم الأوراق المطلوبة من أجل القيام بمعاملة شراء عقار في تركيا هي: جواز سفر مترجم إلى اللغة التركية و مصدق من كاتب العدل التركي (النوتر)، استخراج رقم ضريبي، صور شخصية، تسديد رسوم الطابو، حضور صاحب العلاقة أو من ينوب عنه بموجب الوكالة التي يتم تصديقها من (النوتر).
وتوجهت أنظار العراقيين لشراء العقارات في تركيا أو الاستثمار العقاري فيها بفضل الاستقرار السياسي والاقتصادي، فضلا عن الخدمات العقارية المتوفرة بشكل كبير، بالإضافة إلى الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية الموجودة في جميع المناطق التركية، حسب موقع الجزيرة نت القطري.
وفي العام 2022، أعلنت المديرية العامة للطابو والمسح العقاري في تركيا، أن الأجانب اشتروا حوالي 62 ألف عقار، مبينة أن من بين الجنسيات الأكثر شراء للعقارات في تركيا هم: الروس في المرتبة الأولى بعدد 13 ألف و 909 عقاراً كان أكثرها في شهر نوفمبر، إيران في المركز الثاني ب 7548 عقار تم شراء أكثرها في شهر حزيران، في حين احتلت العراق المركز الثالث بين الجنسيات الأجنبية، والأول عربيا في شراء العقارات في تركيا بعدد 5896 عقار.
ويتصدر العراقيون في قائمة شراء المنازل في تركيا منذ العام 2015، إلا أن ترتيبهم تراجع للمركز الثاني بعد إيران مع بداية العام 2021، قبل أن يتراجع للمركز الثالث منذ شهر نيسان 2022 حتى وقتنا الحالي بعد هيمنة الروس على العقارات التركية .
والجدير بالذكر، أن استثمارات العراقيين في تركيا لا تتوقف عند الاستثمار العقاري بل شملت جميع النواحي الاقتصادية في البلاد، وخاصةً الاستيراد والتصدير الأمر الذي رفع حجم التبادل التجاري بين تركيا والعراق إلى مستويات ملحوظة.
ويجد العراقيون في تركيا وطناً بديلاً، وكثيراً منهم يأتي إلى تركيا ليس بسبب شراء عقار أو الاستثمار العقاري فحسب، بل يطمح للحصول على الجنسية التركية.
كما يشكّل قرب العراق من تركيا والحدود المشتركة بين البلدين، عاملاً يسهّل على العراقيين السفر والإقامة في تركيا وبالتالي يرغّبهم في امتلاك عقارات فيها.
ووفق موقع "الجزيرة" القطرية، فإن ارتفاع أسعار العقارات في بغداد وباقي محافظات العراق دفع الكثير من العائلات إلى بيع عقاراتها الكبيرة وشراء عقار أصغر، وعقار آخر في إسطنبول التي تعتبر رخيصة نسبيا بالمقارنة مع بغداد.
وتوجهت أنظار العراقيين لشراء العقارات في تركيا أو الاستثمار العقاري فيها بفضل الاستقرار السياسي والاقتصادي، فضلا عن الخدمات العقارية المتوفرة بشكل كبير، بالإضافة إلى الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية الموجودة في جميع المناطق التركية، حسب المصدر ذاته.
يشار إلى أنه يحق للمواطن العراقي الحصول على الإقامة العقارية عند شراء عقار في تركيا، حيث تتميز تلك الإقامة بكونها متجددة سنوياً طوال مدة تملك العقار، كما يتم منحها للمواطن العراقي ومعه زوجته وأبنائه تحت سن الـ 18 عاماً، إضافة إلى أحقيته في الحصول على الجنسية التركية وفق الشروط القانونية المتعارف عليها في تركيا عن طريق الاستثمار العقاري، إذ أصبح شراء عقار في تركيا هو أفضل مشروع استثماري طويل الأجل يمكن الحصول عليه.
وتجدر الإشارة إلى أن القانون التركي يسمح بتملك العراقيين في تركيا ضمن شروط ومعايير ممكنة وبسيطة، حيث تحظى العقارات في تركيا بإقبال كبير من العراقيين.
ومن أهم الأسباب التي ساهمت في إقبال العراقيين على شراء عقارات في تركيا، هو الرغبة بالاستقرار لوجود جاليات عربية وعراقية كبيرة، فضلاً عن نشاط العراقيين في الاستثمارات المتنوعة في تركيا، يضاف إليها أسباب أخرى من بينها الاستقبال والحفاوة والتعاطف التي أبداها المجتمع التركي مع المواطنين الوافدين من العراق.
ومن الأسباب الأخرى التي دفعت العراقيين للتفكير بتملك عقار في تركيا، الأوضاع غير الآمنة في العراق حيث بات آلاف المواطنين العراقيين يبحثون عن كيفية شراء عقار في تركيا للعراقيين، حيث اتخذ معظمهم قراراً حاسماً بالاستقرار والإقامة في تركيا.
ومن بين الأسباب الأخرى التي دفعت العراقيين للتفكير بالاستقرار وتملك العقارات في تركيا هو التقارب بين الشعبين العراقي والتركي، القرب الجغرافي وسهولة الوصول إلى تركيا، قوة تركيا اقتصادياً، ملائمة المعيشة في تركيا لأوضاع الكثير من العراقيين، التسهيلات للمستثمرين والاقتصاديين ورجال الأعمال العراقيين من قبل الحكومة التركية وخاصة فيما يخص منح الجنسية التركية أو الإقامة العقارية وغيرها من التسهيلات الأخرى.