موصياد.. جمعية رجال المال والاستثمار والداعم الاقتصادي الأبرز لتركيا

تُوصف بأنها واحدة من أكبر إمبراطوريات الأعمال حول العالم، وأحد أذرع تركيا الاقتصادية داخلياً وخارجياً، حتى باتت توصف بأنها "جسر تركيا الاقتصادي والاستثماري إلى العالم"، إنها جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية "موصياد".

وفي هذه المادة تُجيب شركة "عمران ترك" العقارية والتي انضمت مؤخرًا إلى الجمعية مُمثلة برئيس مجلس إدارتها "عبد العزيز الكاشف"، على مختلف الأسئلة المتعلقة بتاريخ جمعية "موصياد" وأهم الأهداف والخطط التي تعمل عليها في عالم المال والأعمال والاستثمار والاقتصاد بمختلف قطاعاته.

تاريخ جمعية رجال الأعمال "موصياد"

تأسست "موصياد" في مدينة إسطنبول التركية، في 9 أيار1990، من قبل مجموعة من رجال الأعمال، ومنذ ذلك الوقت رفعت شعار "أخلاق عالية.. تكنولوجيا عالية".

ومنذ بداياتها أكدت سعيها إلى تشجيع رجال الأعمال الأتراك على توسيع أعمالهم خارج تركيا، إضافة إلى توفير الفرص لتطوير أنفسهم وتأسيس الشراكات مع المنظمات الدولية خارج بلادهم.

ومنذ التأسيس تلقت "موصياد" رعاية ودعمًا سياسيًا، من نجم الدين أربكان، الذي احتضن المجموعة ودعمها، وخاصة في فترة توليه رئاسة الوزراء (1996-1997).

وتحقيقًا لهذا الهدف، وفي عام 2002 تم تأسيس الفرع الشبابي في الجمعية لتدريب رجال الأعمال الشباب وإعدادهم للحياة ومشاركة قيمهم وخبراتهم.

مئات رجال الأعمال بين صفوفها

ولأن جمعية رجال الأعمال "موصياد" أحد أكبر وأهم التكتلات الاقتصادية وأنجحها، فإنها وبحسب مصادر إعلامية تركية رسمية، تضم 10 آلاف رجل أعمال تركي، و60 ألف شركة توظف ما يقرب من 1.8 مليون موظف وعامل، وتمارس نشاطها عبر 89 مكتباً تمثيلياً في جميع أنحاء تركيا، بالإضافة إلى 225 نقطة تواصل وخدمات استشارية في 95 دولة حول العالم.

وتهدف الجمعية، بحسب المصادر الرسمية ذاتها، إلى توفير المزيد من الفرص لرائدات الأعمال من خلال خلق المزيد من فرص العمل والتدريب وتطوير ريادة الأعمال لديهن، من خلال الفرع النسوي في الجمعية الذي تصل أعداد منتسبيها إلى 220 عضوة.

وتؤكد "موصياد" أيضًا أن هدفها المساهمة في تنمية الأفراد والمؤسسات، الدولة والمجتمع، والتكنولوجيا والعلوم، والاقتصاد والسياسة، والثقافة والاجتماع في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

وتقدم "موصياد" شبكة أعمال موثوقة وواسعة عبر فروعها المختلفة في تركيا ونقاط الالتقاء وفروعها التمثيلية في الخارج.

"موصياد" والاقتصاد التركي

تولي "موصياد" اهتماما كبيرًا بعالم المال والأعمال والاستثمار في تركيا بهدف المساهمة في نمو الاقتصاد ونجاحه.

وتؤكد العديد من المصادر المهتمة بالقطاع الاقتصادي، أن "موصياد" تعتبر المساهم الأكبر في الاستثمارات التركية الخارجية، والتي قدرت بنحو 40 مليار دولار في الفترة بين عامي 2000 و 2017، بحسب تقرير صادر عن مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي (DEIK).

وفي السياق ذاته، لفتت مصادر من داخل "موصياد" إلى أن حجم الإسهام السنوي في الناتج القومي الإجمالي التركي سيصل من قبل أعضاء ومنتسبي جمعية "موصياد" إلى 200 مليار دولار أميركي بحلول عام 2023، وذلك من خلال تحقيق الرؤية الاقتصادية وتشجيع الإنتاج من خلال الحلول العقلانية في عموم 81 مدينة تركية.

ومن أجل الدفع بعجلة الاقتصاد فإن "موصياد" تساعد منتسبيها وبشكل خاص أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، في تحقيق أهدافهم التجارية الرامية لتحقيق المزيد من الأرباح، من خلال مشاركتهم بالدراسات والأبحاث والتجارب التجارية الناجحة في شتى المجالات، اللازمة لرفع كفاءة الإنتاج.

كما أنها أنشأت "مجلس شباب الموصياد" و"مركز ريادة أعمال الموصياد"، بهدف تعزيز دور الشباب في قطاع الأعمال وتطوير مساهماتهم وتشجيع ريادة الأعمال.

وتقوم الجمعية بالدور الاجتماعي المنوط بها لمساعدة وخدمة المجتمع التركي على أكمل وجه، كما تصل مساعدتها وإسهاماتها المجتمعية إلى خارج حدود تركيا.

وحسب عدة مصادر متطابقة فإن "موصياد" تُساهم "موصياد" بنسبة 18% من الناتج القومي الإجمالي لتركيا، أي ما يُعادل 147.6 مليار دولار عام 2013، حيث وصل الناتج القومي الإجمالي التركي إلى 820.2 مليار دولار.

وفي وقت سابق من العام 2021، أعلن فرع جمعية الصناعيين ورجال الأعمال المستقلين الأتراك "موصياد" بجنوب إفريقيا، اعتزام 500 رجل أعمال من البلد الإفريقي، الاستثمار في تركيا، خلال السنوات الثلاث القادمة.

ويعود الاتصال الأول الموصياد، كأحد الجمعيات الرائدة في عالم الأعمال بتركيا، مع رجال الأعمال الجنوب إفريقيين إلى أوائل التسعينيات، عندما بدأ "نظام الفصل العنصري" في البلاد بالانهيار.

وتؤكد "موصياد" أنها تعمل على جذب رجال الأعمال من جنوب إفريقيا، عبر تقديم العديد من التسهيلات والعروض التعريفية بالفرص الاستثمارية، مشيراً إلى رغبة 500 رجل أعمال، الاستثمار في تركيا خلال السنوات الثلاث القادمة.

ومنتصف شهر تشرين الثاني 2021، وصل وفد من جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية "موصياد" إلى العاصمة الأفغانية كابل، وبحث هناك مع القائم بأعمال وزير الصناعة والتجارة بحكومة طالبان، نور الدين عزيزي، فرص الاستثمار والتعاون التجاري.

وخلال الفترة ذاتها، انطلقت عمال المؤتمر الـ25 لمنتدى الأعمال الدولي (IBF)، في مدينة باكو عاصمة أذربيجان، التي توصف بأنها "لؤلؤة آسيا"، وسط مشاركة دولية واسعة من عالم الأعمال.

وأقيم المؤتمر بإشراف جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية (MÜSİAD)، لغاية 17 نوفمبر، بالتعاون مع منتدى الأعمال الدولي، ووكالة تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة بجمهورية أذربيجان (KOBİA)..

معارض اقتصادية على درجة عالية من الأهمية

وبشكل دوري تعمل جمعية رجال الأعمال "موصياد" على إقامة المعارضة التي تجمع المستثمرين والاقتصاديين ورجال الأعمال العرب والأجانب من مختلف دول العالم، دعمًا للاستثمار والتطوير الاقتصادي التركي المتسارع.

وآخر النشاطات التي قامت بها والتي تزامنت مع "حرب استقلال الاقتصاد التركي" التي أعلنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هو إطلاق أعمال النسخة الرابعة من مؤتمر “فيزيونير 2021″، الخاص برجال الأعمال والأكاديميين في تركيا، والذي تم عقده في مدينة إسطنبول التركية بحضور العديد من الشخصيات التركية الهامة من بينها وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي، إضافة إلى شخصيات اقتصادية هامة ورجال أعمال من بينهم "عبد العزيز الكاشف" رئيس مجلس إدارة شركة "عمران ترك" العقارية.

وبحث المؤتمر الذي يُنظم مرةً كلّ عامين، التغيّرات الاقتصادية والاجتماعية في تركيا والعالم، ومن المقرر وناقش أيضًا قضايا متعلقة بالمناخ والتحوّل الرقمي، إضافة إلى التركيز على دعم استقرار الليرة التركية مقابل العملات الصعبة وخاصة الدولار.

كما تنظّم "موصياد" معرض الموصياد الدولي مرّة كلّ سنتين منذ عام 1993 بالتزامن مع مؤتمر منتدى الأعمال الدولي، وذلك بدعم من وزارة الاقتصاد في الجمهورية التركية.

ويجمع هذا النشاط رجال الأعمال المشاركين والمستثمرين، ويقدم فرصاً جديدة لتحقيق التعاون التجاري والشراكات العالمية، ويتم تنظيم هذا النشاط على مستوى عالمي بفضل مساحات العرض المتاحة للمشاركين من داخل تركيا ومن آسيا وأوروبا ومن أفريقيا وصولاً إلى الجمهوريات التركية المختلفة.

والعام الماضي 2020، نظّمت "موصياد" معرض " موصياد إكسبو 2020" في 10 قاعات على مساحة 70 ألف متر مربع وبمشاركة ممثلي أكثر من 40 ألف شركة محلية وأجنبية من 24 قطاعاً مختلفاً، واستضاف المعرض ما يقرب من 100 ألف زائر، بالإضافة إلى ملايين الزوار عبر منصة المعرض الخاصة على الإنترنت التي ستستخدم طريقة العرض الافتراضي "هايبرد"، وبجانب رجال الأعمال الأتراك شارك في المعرض رجال أعمال من معظم دول العالم في مقدمتها الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حدث اقتصادي هو الأهم والأضخم.

كما عقدت "موصياد" المؤتمر الرابع والعشرين لمنتدى الأعمال الدولي، الذي أنشئ من قبل جمعية الموصياد عام 1995 كمنصة دولية لرجال الأعمال، تحت عنوان "فيروس الاقتصاد: التعايش مع كوفيد 19 واستمرارية الحياة الاقتصادية"، حيث ناقش خبراء الاقتصاد والباحثون أثر الفيروس على التجارة العالمية، وكذلك سيشيرون إلى الصناعات المتوقع ازدهارها بعد كوفيد 19.

خطوة تتماشى مع توجيهات أردوغان

وبالتزامن مع الحرب الشرسة التي تواجهها الليرة التركية من عدة أطراف تهدف إلى زعزعة استقرارها، وبالتزامن مع الجهود الحثيثة والتحركات التي يقودها الرئيس أردوغان، سارعت جمعية رجال الأعمال والاستثمار "موصياد" إلى الوقوف بكامل ثقلها في وجه من يحاول النيل من الاقتصاد التركي.

وعقب انتعاش الليرة التركية أمام الدولار بعد أن تخطت الليرة حاجز الـ 18 ليرة تركية للدولار الواحد، عادت للانتعاش لتصل إلى نحو 10.5 ليرة تركية للدولار الواحد.

ولأن تراجع الليرة بشكل غير مسبوق أدى إلى ارتفاع الأسعار في عدد من المدن التركية، فإن الرئيس أردوغان دعا التجار وأصحاب المحال التجارية والشركات إلى تخفيض الأسعار نظرًا لتحسن الليرة، ومراعاة لأوضاع الشارع التركي في ظل الهزات الاقتصادية المتكررة.

من جهتها، أطلقت "موصياد" حملة بعنوان "تعالوا إلى تركيا الآن إنه زمن التخفيضات" على إثر الانتعاش الملحوظ لليرة التركية أمام العملات الأجنبية.

ودَعت عالم الأعمال إلى خفض أسعار السلع في السوق، مؤكدةً أنهم سيعلنون أسماء جميع رجال الأعمال والمؤسسات التي قامت بتخفيض منتجاتها بالتزامن مع انتعاش الليرة.

وأكدت "موصياد" أنها ستظهر عزمها وتصميمها في مكافحة التضخم من خلال الإعلان عن كل أعضاء "موصياد" الذين تحملوا المسؤولية وقاموا بتخفيض أسعار سلعهم ومنتجاتهم بالتزامن مع تراجع ضغط سعر الصرف على التكاليف.

"عمران ترك" وعلاقتها بـ "موصياد"

وتسعى "موصياد" بشكل مستمر إلى ضم أهم رجال الأعمال والاستثمار إضافة للشركات الناجحة إلى صفوفها.

وفي هذا الصدد، ومطلع شهر تشرين الثاني 2021، انضم رجل الأعمال العربي، رئيس مجلس إدارة شركة  "عمران ترك" العقارية، عبد العزيز الكاشف، إلى جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية “موصياد"، في حفل حضره عدد من رجال الأعمال العرب والأتراك، ومسؤلون محليون من بينهم والي يلوا معمر إيرول، إلى جانب العديد من المسؤولين التنفيذيين في المنظمات غير الحكومية.

واستطاعت شركة  "عمران ترك"  أن تترك بصمتها لدى المجتمع التركي خلال فترة وجيزة من انطلاقتها، بشهادة عدد من الشخصيات العربية وحتى التركية.

وفي 23 كانون الأول 2021، شاركت شركة “عمران ترك” العقارية، في حفل افتتاح مؤتمر “فيزيونير 2021″ بنسخته الرابعة، المخصّص لرجال الأعمال والأكاديميين في تركيا، والذي نظمته "موصياد".

الفرق بين "توسياد" و "موصياد"

وعلى عكس جمعية رجال الأعمال المستقلين "موصياد" الداعمة لتوجهات الحكومة التركية والشارع التركي في دعم الليرة التركية والاقتصاد التركي ونموه، تبرز جمعية اقتصادية أخرى تحمل اسم جمعية الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك "توسياد" التي تأسست في نيسان 1971.

وتتحدث بعض المصادر التركية عن "توسياد"، بأنها "مقرّبة من المعارضة العلمانية اليسارية في تركيا"، تبرز للوقوف بوجه الإصلاحات الاقتصادية التي تعمل عليها الحكومة التركية بقيادة أردوغان.

وفي 21 كانون الأول/ ديسمبر 2021،  انتقد الرئيس أردوغان، "توسياد" متهماً إياها بالعمل على إسقاط الحكومة "بطرق مختلفة غير مباشرة.

ورغم تصاعد حدة الأزمة الاقتصادية التركية وتضافر كل الأطراف الاقتصادية وأضخمها "موصياد"، خرجت "توسياد" لتحثّ  الحكومة التركية على التخلي عن سياستها النقدية القائمة على أسعار الفائدة المنخفضة، بدلًا من دعم تلك السياسة، مدّعية في الوقت ذاته أن "المشكلات الاقتصادية تُلحق الضرر بالشركات والمواطنين على السواء"، حسب مصادر مهتمة بالشأن التركي.

لمحة عن "توسياد"

  • تم تأسيسها على يد أغنى رجال اللأعمال في تركيا وقتها.
  • لعبت دورا فاعلا في تحقيق مصالحها الخاصة.
  • ساهمت في الإطاحة ببعض الحكومات.
  • تحولت من كيان اقتصادي إلى جمعية، عملت على ترهيب السياسيين والحكومات، وبرزت بالتزامن مع تنامي "ميللي غوروش" التي أسسها نجم الدين أربكان في سبعينيات القرن الماضي.
  • في عام 1979، لعبت "توسياد" دورا بارزا لإسقاط حكومة بولنت أجاويد، ونشرت إعلانا في الصحف، طالبت فيه حكومة أجاويد بالاستقالة.
  • مع تأسيس حكومة شكّلها حزبا "الرفاه" و"الطريق القويم"، اتخذت "توسياد" موقفا مضادا لها، وقدمت الدعم لانقلاب 28 شباط/ فبراير 1997.
  • قبيل ما يعرف بـ"الانقلاب ما بعد الحداثة"، نشرت صحيفة يملكها أحد أثرياء توسياد عنوان "سيتم حل الأمر من دون قوة السلاح"، وتزامن ذلك مع دعوة أيضا من الجمعية باستقالة الحكومة التي ترأسها أربكان، حسب موقع "عربي 21".
شارك هذا المنشور
علامات التصنيف
الأرشيف
عمران ترك تشارك في افتتاح مركز يلوا الصحي للمهاجرين