تعد مدينة يلوا الواقعة شمال غربي تركيا من أهم المدن التركية التي تتوجه أنظار المستثمرين الخليجيين للتملك العقاري فيها سواء بقصد الإقامة الدائمة أو بقصد الحصول على الجنسية التركي أو بهدف الاستثمار في قطاع العقارات في تركيا.
ورغم أن مدينة يلوا تعتبر من المدن السياحية الصغيرة، لكنها تحتفظ بمكانة هامة بين المدن التركية الهامة التي يفضلها المستثمرون الخليجيون لشراء عقارات فيها.
ففي العام 2019، جاءت يلوا التركية في المرتبة الخامسة على قائمة المدن التركية التي يشتري فيها الأجانب أكبر عدد من العقارات، وذلك بواقع 1696 منزلاً، حسب مصادر تركية.
وهناك الكثير من الأسباب التي تجعل الخليجيين يقبلون على شراء العقارات في يلوا التركية، ومنها أن يلوا قريبة من أهم مدن تركيا مثل اسطنبول وكوجالي وبورصة، وتبعد ساعة واحدة عن مطار صبيحة كوكجن، وتمتاز بطبيعتها الساحرة ومعالمها السياحية والتاريخية البارزة، ومن أجل ذلك تلفت أنظار المستثمرين م الخليج ودول الشرق الأوسط.
ولو عدنا قليلاً إلى الوراء لوجدنا أن العديد من الشقق السكنية وسط مدينة يلوا التركية، تم شراؤها من قبل مستثمرين عرب.
ويتصدر مواطني المملكة العربية السعودية، قطر، الإمارات العربية المتحدة، إيران، العراق، قائمة شراء الشقق والأراضي، إذ يفضل المستثمرون الشقق والفيلات الفخمة في المدينة.
وفي العام 2022، جاءت مدينة يلوا التركية في المرتبة الرابعة على قائمة المدن التي يفضلها الأجانب لشراء العقارات فيها، بعد مدينة إسطنبول وأنقرة وأنطاليا.
وأصبحت مدينة يلوا مركز جذب للمستثمرين الراغبين في شراء عقارات، وباتت محط أنظار المستثمرين وخاصة الخليجيين نظراً لموقعها الاستراتيجي والاهتمام الحكومي بها على كافة الأصعدة.
يضاف إلى كل ذلك، أن العوامل الأساسية التي تجعل المستثمرون الخليجيون يفضلون تملك عقارات في يلوا، هي المناخ والظروف الطبيعية، لكونها تقع في مكان يلتقي فيه اللون الأخضر والأزرق، وهو ما لا يستطيع العرب العثور عليه في بلدانهم، إضافة إلى أن أسعار المساكن مقبولة أكثر مقارنة بمدن مثل إسطنبول وأنطاليا وأنقرة وإزمير.
كما تعتبر يلوا بالنسبة لكثيرين من السياح المكان الأكثر جاذبية والأكثر هدوءًا، إضافة إلى أنها من الأماكن التي يتوجه إليها السياح هربا من الضجيج والتلوث الحاصل في المدن الكبرى.
وعلى اعتبار أن يلوا باتت وجهة هامة للمستثمرين إلى جانب الاهتمام الحكومي المتزايد بها، فإن قطاع العقارات يعتبر من أبرز القطاع التي تلفت أنظار المستثمرين وسط التأكيدات من خبراء في هذا المجال بأن الاستثمار في هذا القطاع داخل مدينة يلوا سيعود على صاحبه بمكاسب كبيرة، نظراً لاستمرار ارتفاع أسعار العقارات وبالتالي تحقيق المزيد من الأرباح.
وتمتاز يلوا التركية بأنها واحدة من أسرع المدن نمواً وتطوراً في تركيا، لذلك جذبت العديد من المستثمرين لشراء العقارات فيها، فبعد أن كانت يلوا منطقة صغيرة في إسطنبول أصبحت اليوم مدينة سريعة الخطى في تركيا تتمتع بموارد طبيعية غنية بالإضافة إلى مناظر جميلة من البحر والأرض، ما جعل حجم الاستثمارات فيها وخاصة في قطاع العقارات يزداد بشكل كبير في السنوات الأخيرة لما لها من مزايا عديدة.
ولا بدّ من لفت الانتباه إلى أن أحد القطاعات العقارية المفضلة في يلوا هي أراضيها، إذ يمكن للمستثمر الاختيار بين الشقق والفيلات والاستثمار في الأراضي، وهذه واحدة من أكبر مزايا الاستثمار في يلوا.
ومما يزيد من أهمية يلوا الاستثمارية هو جسر عثمان غازي، وهو رابع أطول جسر معلّق في العالم، حيث يمتدّ فوق بحر مرمرة واصلاً بين ولايتي كوجالي ويالوا، مختصراً مدّة السّفر بين مدينتي إزمير وإسطنبول من ثماني ساعات ونصف إلى ثلاث ساعات ونصف فقط، وبالتالي يختصر المسافة بشكل ملحوظ بين إسطنبول ومدينة يلوا.
وأدى بناء الجسر في السنوات الأخيرة إلى زيادة اهتمام المستثمرين بشراء العقارات في يلوا، لأنه كما أشرنا فإنه مع هذا الجسر من السهل جدًا الانتقال من إسطنبول إلى يلوا في وقت قصير.
وتؤكد الكثير من المصادر التركية أن مدينة يلوا تشهد زيادة في قيمتها الاستثمارية من حيث الموقع إضافة إلى مشاريع النقل واسعة النطاق، الأمر الذي ينبئ بنمو السياحة والاستثمار في قطاعات مختلفة.
ومن المتوقع أن تزداد أهمية مدينة يلوا كمنطقة استثمار في السنوات القليلة المقبلة، خاصة بعد نية عدد من المستثمرين الصناعيين نقل استثماراتهم إلى تلك المنطقة.